موضوع: امير الشعراء أحمد شوقى الأحد أكتوبر 23, 2011 8:55 am
* أمير الشعراء
ولد أحمد شوقي بن علي بن أحمد في القاهرة 1868م (1285هـ) وتوفي بها في 4/10/1932م (1351هـ). أبوه كرديٌّ، وأمه تركية، وجدته لأبيه شركسية، وجدته لأمه يونانية، وكانت تعمل في قصر الخديوي إسماعيل. درس أحمد شوقي الحقوق والترجمة، وضمه الخديوي توفيق إلى معيته وأرسله إلى فرنسا عام 1887 ليدرس بها على نفقته، فدرس الحقوق والآداب عامين في جامعة مونبلييه، وعامين في باريس، عاد بعدها إلى مصر ليعمل في معية الخديوي توفيق. تدرج في مناصب القلم الإفرنجي (الترجمة) وصار رئيسا له، ومثَّل مصر عام 1896 في مؤتمر المستشرقين بجنيف. نُفي إلى برشلونة بأسبانيا بعد أن خلعت إنجلترا الخديوي عباس الثاني لاتصاله بالدولة العثمانية، وظلَّ هناك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى (1915 ـ 1919) ثم عاد إلى مصر وتقطَّعتْ صلاته بالقصر، فقام سعد زغلول باشا بترشيحه لمجلس الشيوخ عن سيناء، وظلَّ في هذا المنصب حتى وفاته. بويع لإمارة الشعر عام 1927 بمناسبة سوق عكاظ الثالث أو المهرجان العربي الثالث، فأقيم له مهرجان كبير في دار الأوبرا المصرية، تكريما له برعاية الملك فؤاد، ومشاركة نخبة من رجالات العرب. دعا في مقدمة الشوقيات المنشورة عام 1898 الشعراء العرب لكتابة شعر للأطفال، فقال: "جربت خاطري في نظم الحكايات على أسلوب لافونتين الشهيرة. وفي هذه المجموعة شئٌ من ذلك، فكنتُ إذا فرغت من وضع (أسطورتين) أو ثلاث اجتمع بأحداث المصريين، واقرأ عليهم شيئا منها فيفهمونه لأول وهلة، ويأنسون إليه ويضحكون من الكثرة. وأنا استبشر لذلك وأتمنى لو وفقني الله لأجعل للأطفال المصريين مثلما جعل الشعراء للأطفال في البلاد المستحدثة منظومات قريبة التناول، يأخذون الحكمة والأدب من خلالها على قدر عقولهم. والخلاصة أنني كنت ولا أزال ألوي في الشعر عن كل مطلب، وأذهب من فضائه الواسع في كل مذهب. وهنا لا يسعني إلا الثناء على صديقي خليل مطران صاحب المنن على الأدب، والمؤلف بين أسلوب الإفرنج في نظم الشعر وبين نهج العرب. والمأمول أننا نتعاون على إيجاد شعر للأطفال والنساء، وأن يساعدنا الأدباء والشعراء على إدراك هذه الأمنية".
* لم يستجب أحد من الشعراء لدعوة شوقي
يعلق هادي نعمان الهيتي على تلك العبارة بقوله: "يبدو أن أحدًا من الشعراء لم يستجب آنذاك لدعوة شوقي، بمن فيهم خليل مطران نفسه .. كما أن شوقي عزف فيما بعد عن الاستمرار في هذا الاتجاه". ولكن هيفاء شرايحة تقول: "كان شوقي يتحرق دائما لأجل كتابة قصة يستمتع بها الأطفال، ويتعلمون منها الأخلاق ويستخلصون الحكمة". ويرى الهيتي أن الشاعر أحمد شوقي يقف في مقدمة الذين حاولوا تقديم شعر إلى الأطفال، إضافة إلى كونه من أوائل من دعا إلى العناية بأدب الأطفال، فقدَّم نحو عشر مقطوعات شعرية، ونحو ثلاثين قصة شعرية على ألسنة الحيوانات، محاكيا في ذلك الشاعر الفرنسي لافونتين (1620ـ 1696). ويضيف الهيتي قائلا: "ومن يتفحَّص مقطوعات شوقي وقصصه الشعرية، يجد أن بعضها ذات سمات رمزية يصعب على الأطفال فهمها، يضاف إلى أنها في مجملها ذات ألفاظ لا يتسع لها قاموس الطفل اللغوي، كما لا يتسع لها قاموسه الإدراكي". أما نجيب الكيلاني فيقول: "يعد أمير الشعراء أحمد شوقي رائدا في مجال شعر الأطفال، لما كتبه لهم خصيصا من قصص شعري على لسان الحيوان، حيث امتزجت فيه الحكمة بالفكاهة، والعبرة بالتوجيه، وإبراز بعض القيم السلوكية ذات العلاقة بالدين والوطن. وقد ظهرت هذه القصائد في دواوينه، وعمم بعضها على طلبة المدارس، فكانت فتحا جديدا في هذا الباب، وذلك لمحافظتها على الأسلوب الشعري الأصيل، والأفكار المبسطة، والصياغة الفنية الجيدة. وكان تحرك شوقي في هذا المضمار بناءً على ما شاهده في فرنسا ـ إبان بعثته ـ من احتفائهم بأدب الأطفال، وطبقا لما قرأه للشاعر الفرنسي الشهير "لامرتين" الذي استفاد من قصص "كليلة ودمنة" واختار بعضها، وأعاد صياغتها وإبرازها بأسلوب شعري أخَّاذ، يناسب الأطفال ... ويكفي شوقي فخرا ريادته في هذا المجال ودعوته لشعراء ا لعربية إلى المساهمة في تدعيم وتكرار تجربته وتنويعها".
* استطاع شوقي أن يعبر عن أحلام الطفولة
وفي رأي د. عبد الرءوف أبو السعد، فإن أحمد شوقي استطاع أن يعبِّرَ عن أحلام الطفولة، وأن يقدم غذاءً صحيًّا لشخصية الطفل التي تنمو خلال مراحلها بخصوصياتها النفسية والإدراكية والجسمانية، وأن يحقق لعالم الطفولة ما نادى به المتخصصون في ميدان دراستها، فقدم (أدباً) يحتوي على لغة قادرة على حمل الرسالة الإنسانية نحو الأطفال، كما احتوى على ألوان من القصص المتنوع بين الرمزية والتاريخية والاجتماعية، وحفل بالمادة الفنية والجمالية والتعبيرية المناسبة، وقدم المعلومات والخبرات التي تكسب الطفل بُعدًا إيجابيًّا في إطار تكوين شخصيته وجمع بين الفن الموجه، الأدب الموظف والأدب الجميل الذي يخاطب المشاعر والأحاسيس ويكشف عن الميول والاستعدادات، فكان نفسا في إطار الشخصية المبدعة". أما د. عبد الرزاق جعفر فيقول: "إن أغراض شعرنا العربي كانت تدور حول أمور الحياة اليومية والسياسية والفخر والهجاء والغزل والوصف والرثاء والمديح وغير ذلك مما لا علاقة له بالطفل. وهذا دليل على عدم الاعتراف بالطفل. وكان يجب أن ننتظر بداية القرن العشرين لكي نقرأ أحمد شوقي الذي توجَّه في جانبٍ من شعره إلى الطفل وإلى الموضوعات التي تعلِّمُه وتُضحكه".
* بين شوقي ولافونتين
ويقول د. أنس دواد: "لم يدر لافونتين أن أعظم شعراء العربية ـ صاحبة تراث كليلة ودمنة ـ سوف يُفْتَنْ بحكاياته منذ بواكير حياته، وسوف يكون ضمن مشروعاته الإبداعية، أن يعيد صياغة هذه الحكايات شعرا عربيًّا، وأن تكون في يده أداة للإمتاع والفائدة معا للنشء العربي، وأن يبدأ بها في الأدب العربي أولى صفحات أدب الأطفال في العصر الحديث". وفي رأيه، أن شوقي لعب على وترين، ووجد فرصة لإنشاء معزوفتين مختلفتين: الأولى يتوجه بها إلى الأطفال، متسمة بما يجب أن يكون عليه الأدب المقدم لهذه المرحلة من عمر الإنسان من بساطة الإيقاع، ويسر اللغة ووضوح الهدف. والثانية يتوجه بها إلى الكبار، فيخفي رفضه للاستعمار، وعداه لبعض مظاهر السلطة، ونقده لكثير من أوضاع الحكم الفاسد ورجاله المعتوهين. وهو يرى ـ أي أنس داود ـ أن ديوان شوقي للأطفال لا يقل جلالا أو جمالا عن مجمل أعماله في الشعر الغنائي أو في المسرح، وأنه مازال في حاجة إلى دراسات متعمقة. ولكنه يتساءل: لماذا تجاهل شوقي سبق عثمان جلال إلى ترجمة فابيولات لافونتين، ولماذا لم يتأثر شوقي بكليلة ودمنة مباشرة؟.
* شوقي وإغفال التجربة المصرية
السؤال نفسه يطرحه د. أحمد زلط، فيقول: "لقد أغفل أحمد شوقي التجربة المصرية التي سبقته والتي نهض بها محمد عثمان جلال في "العيون اليواقظ" أو تجربة "روضة المدارس" ومجهود مصطفى كامل في "المدرسة" .. فلماذا لم يشر إلى ذلك أحمد شوقي ؟!". وفي رأي د. محمد الشنطي أن أهم ما يميز حكايات شوقي (التي كتبها ما بين عامي 1892 و1893 حين كان طالبا في فرنسا) أنها جاءت ناضجة من الناحية الفنية، وكان اتجاه شوقي إلى "لافونتين" الفرنسي مباشرة دون التعرف على التراث العربي في هذا المجال ممثلا في "كليلة ودمنة" مثيرًا للتساؤل، وربما كان الافتراض بأنه لم يطلع على هذا الكتاب مجانبا للصواب، فالأرجح أنه اطلع عليه، ولكنه لم يكن موجها في الأصل للأطفال، ولهذا تجاوزه إلى "لافونتين" الذي بدأ متوجها إلى الأطفال مباشرة، فضلا عن أنه كان موجودا في فرنسا، ومتأثرًا بأجوائها الثقافية والحضارية. وقد لوحظ أن معظم ما كتبه شوقي يناسب مرحلة الطفولة المتأخرة، وبعض قصائده القصصية ليست مناسبة للأطفال. وقد عقد أحمد زلط في كتابه "رواد أدب الطفل العربي" فصلا عن شوقي بعنوان "أحمد شوقي والتأصيل الفني لأدب الطفولة في الأدب العربي الحديث ـ دراسة تحليلية" ص ص 99 ـ 169. وفيه قسَّم شعر شوقي إلى جانبين هما: شعر شوقي للأطفال وأناشيده لهم، وشعر شوقي للأطفال على ألسنة الحيوانات (الحكايات). ويرى زلط أن نتاج شوقي الشعري للطفل لم يكن نموذجا أو لم يكن كافيا لسد حاجة الطفل العربي. أما شعر شوقي للأطفال على ألسنة الحيوان فيتمتع بظواهر فنية وأسلوبية منها: تنوع مصادر الحكايات، وتعدد مضمونها، واستعمال البحور الشعرية القصيرة والخفيفة، ووحدة الإيقاع اللغوي والموسيقي، وعدم ملاءمة أغلب الحكايات لإدراك الطفل، وخبرة الشاعر بالحيوان والطير، وأخيرا استرفاد الأمثال الحكيمة في الحكايات.
* شوقي يكتب باسم مستعار
ويثبت زلط في هذا الفصل أن حكاية الديك والثعلب نشرت قبل ظهور الشوقيات بالأهرام عدد 28/11/1892 بتوقيع مستعار هو (نجى الخرس) شأنها شأن حكاية الديك الهندي والدجاج البلدي التي نشرت بالأهرام أيضا عدد 28/10/1892 وقصيدة دولة السوء التي نشرت بالمجلة المصرية عدد 31/7/1900. جُمعتْ منظومات شوقي على ألسنة الحيوانات في كراس بعنوان "منتخبات من شعر شوقي في الحيوان"، وصدرت عن المكتبة التجارية بالقاهرة 1949. * ديوان شوقي للأطفال وقد قام كاتب الأطفال عبد التواب يوسف بإعداد وتقديم "ديوان شوقي للأطفال"، وصدر عن دار المعارف بالقاهرة 1984. وقام د. سعد أبو الرضا بالحديث عن هذا الديوان في كتابه "النص الأدبي للأطفال" ص ص 145 ـ 178. كما تحدث عنه د. أنس داود في كتابه "أدب الأطفال ـ في البدء كانت الأنشودة" ص ص 52 ـ 56. ووضع د. سعد ظلام كتابًا بعنوان "الحكاية على لسان الحيوان عند شوقي" وصدر عن دار التراث العربي 1982، أتبعه بمقال عنوانه "شوقي والطفولة" بمجلة كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، العدد الرابع 1987. وعقد أحمد سويلم صفحات عن شوقي شاعر الأطفال (ص ص 157 ـ 163 و ص ص 171 ـ 173) في كتابه "أطفالنا في عيون الشعراء". ويذهب سويلم في هذه الصفحات إلى "أن النظرة الموضوعية إلى شعر شوقي للأطفال، تبين لنا أن قصائده ليست بنفس السلاسة والبساطة التي كتب بها عثمان جلال. فهي تتميز بسمات رمزية يصعب على الأطفال ـ أحيانا ـ فهمها إلا بواسطة معلم. يضاف إلى أنها في مجملها ذات ألفاظ لا يتسع لها قاموس الطفل اللغوي، وكذا قاموسه الإدراكي ... ومع ذلك فإن كثيرا من هذه النماذج قد اختيرت لتقديمها للأطفال في المدارس المصرية .. إلى فترات طويلة". وعن دار ثقافة الطفل ببغداد صدر لفتحي خليل، تجربته من خلال أشعار أحمد شوقي للأطفال جمع فيها بين الشعر والنثر. ويتحدث أحمد سويلم في "أطفالنا في عيون الشعراء" عن هذه التجربة قائلا: "بدأ الكاتب كل قصة شعرية على ألسنة الحيوان، بنثرها وقَصِّها .. أولا، ثم أفرد صفحتين للكلمات التي يمكن أن يجد الطفل فيها صعوبة، وأثبت معناه (مصورًا) ثم بعد ذلك أثبت القصيدة ـ أو القصائد ـ مصورة على طول الكتاب، ثم أنهى الكتاب بنبذة عن الشاعر أحمد شوقي وصورة شخصية له". وفي رأي سويلم أن هذا العمل بهذه الصورة يجمع بين كثير من المميزات. فهو يعرِّفُ الطفل بالقصة ـ نثرًا ـ ثم يعرفه على الكلمات الصعبة ومعناها، فيكتسب بذلك حصيلة لغوية يضيفها إلى معجمه الخاص. ثم يقرأ (شوقيا) في قصيدته كما هي.. ثم يعرف أخيرا من هو أحمد شوقي الذي أمتعه طوال هذه الصفحات. وفي ليبيا صدرت للدكتور محمد التونجي تجربة مشابهة من خلال أشعار أحمد شوقي للأطفال، وجاءت في سلسلة بها خمسة وعشرون كتيبا للأطفال، تحت عنوان "قالت الحيوانات يا أطفال". ويتحدث سويلم عن هذه التجربة قائلا: "عمد مؤلفها إلى سرد القصة الشعرية نثرًا على طول الكتاب، ثم أثبت القصيدة الشعرية في صفحة واحدة، هكذا: (قال الشاعر أحمد شوقي...) ثم ترد القصيدة بأكملها التي سردها نثرا، مع بعض التصرف والخيال القصصي، على مدى صفحات الكتاب". لم ترد في أعلام الزركلي، ولا في الموسوعة العربية الميسرة، أية إشارة إلى أن شوقي كان يكتب شعرًا للأطفال.
* من أعماله في مجال الطفولة:
صاغ أكثر من خمسين حكاية شعرية للأطفال، تدور أحداثها حول الحيوان، وتجري فيها حوارات بين أفراده، ضمنها الطبعة الأولى من الشوقيات التي صدرت عام 1898.
هرتي يقول في "هرتي": هرتي جِدُّ أليفة .. وهي للبيت حليفة هي ما لم تتحركْ .. دميةُ البيت الظريفة فإذا جاءت وراحتْ .. زِيدَ في البيت وصيفة شغلها الفأر تنقِّي .. الرفَّ منه والسقيفة وتقوم الظهرَ والعصـْ .. ـرَ بأدوارٍ شريفةْ ومن الأثواب لم تمـْ .. ـلِكْ سوى فَرْوٍ قطيفة كلَّما استونحَ أو آوى البراغيثَ المطيفة غسلته وكوته .. بأساليب لطيفة وحَّدتْ ما هو كالحمَّـ ..ـام والماء وظيفة صيَّرَتْ ريقتها الصَّابونَ والشاربَ ليفة *** لا تمرنَّ على العيـ .. ــن ولا بالأنف جيفة وتعوَّد أن تُلاقي .. حسن الثوب نظيفهْ إنما الثوب على الإنْـ ..ـسانِ عنوان الصحيفةْ ***
السفينة والحيوانات ويقول في "السفينة والحيوانات": لما أتَّم نوحٌ السفينة وحركتها القدرةُ المعينة جرى بها مالا جرى ببالِ فما تعالى الموجُ كالجبالِ حتَّى مشى الليثُ مع الحمارِ وأخذ القطُّ بأيدي الفارِ واستمع الفيلُ إلى الخنزيرِ مؤتنسًا بصوته النكيرِ وجلس الهرُّ بجنب الكلبِ وقبَّل الخروفُ نابَ الذئبِ وعطفَ البازُ على الغزالِ واجتمع النملُ على الآكالِ وفلَّتْ الفرخةُ صوفَ الثعلبِ وتيَّمَ ابن عرس حبُّ الأرنبِ فذهبت سوابقُ الأحقادِ وظهر الأحبابُ في الأعادي حتى إذا حطُّوا بسفح الجودي وأيقنوا بعودةِ الوجودِ عادوا إلى ما تقتضيه الشيمة ورجعوا للحالة القديمة فقسْ على ذلك أحوال البشر وإن شمل المحذور أو عمَّ الخطر بينا ترى العالم في جهادِ إذ كلهم على الزمان العادي
مصادر البحث ومراجعه: 1 ـ ديوان الشعر العربي في القرن العشرين، توثيق أنثولوجي وأنطولوجي للشعراء العرب المعاصرين. راضي صدوق. دار كرمة للنشر، فياغاييتا، روما. جـ1، 1414هـ/1994م. 2 ـ أدب الأطفال في ضوء الإسلام. نجيب الكيلاني. بيروت: مؤسسة الرسالة، ط2، 1411هـ / 1990، ص ص 90 ـ 92. 3 ـ الطفل وعالمه الأدبي. عبد الرءوف أبو السعد. القاهرة: دار المعارف، 1994، ص 176. 4 ـ أدب الأطفال، في البدء كانت الأنشودة. أنس داود. الإسكندرية: دار المعارف، 1993م. ص ص 22 ـ 23، 25، 46، 52 ـ 56. 5 ـ في أدب الأطفال: أسسه وتطوره وفنونه وقضاياه ونماذج منه. محمد صالح الشنطي حائل: دار الأندلس للنشر والتوزيع، 1416هــ /1996م.، ص 176. 6 ـ أدب الأطفال: فلسفته، فنونه، وسائطه. هادي نعمان الهيتي. القاهرة، بغداد: الهيئة المصرية العامة للكتاب بالاشتراك مع دار الشؤون الثقافية العامة، سلسلة الألف كتاب (الثاني) 30، 1986، ص ص 211، 212. 7 ـ أدب الأطفال ومكتباتهم. هيفاء شرايحة. عمَّان: المطبعة الوطنية ومكتبتها، ط2، 1983 ص 29. 8 ـ النص الأدبي للأطفال أهدافه ومصادره وسماته رؤية إسلامية. سعد أبو الرضا. عمَّان: دار البشير للنشر والتوزيع، 1993/ 1414هـ (بالتعاون مع رابطة الأدب الإسلامي العالمية). ص ص 72، 145 ـ 178. 9 ـ روَّاد أدب الطفل العربي. أحمد زلط. الزقازيق: دار الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع،1413هـ/ 1993م. ص ص 17، 104، 159. 10 ـ الطفل والشعر ـ دراسة في أدب الأطفال. د. عبد الرزاق جعفر. بيروت: دار الجيل، 1412هـ / 1993، ص 69. 11 ـ أطفالنا في عيون الشعراء. أحمد سويلم. القاهرة: دار المعارف (سلسلة اقرأ)، ط2، 1987. ص ص 160 ـ 161، 206 ـ 207. 12 ـ الأعلام. قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين. خير الدين الزركلي. الطبعة الإلكترونية. بيروت: دار العريس للكمبيوتر، دار العلم للملايين، 1996. 13 ـ الموسوعة العربية الميسرة. القاهرة: دار الشَّعب. 2 مج، ط 1407 هـ / 1987 م، ص 1101.
Admin Admin
عدد المساهمات : 179 تاريخ التسجيل : 30/08/2011
موضوع: بعض قصائد من ديوان شوقى للاطفال الأحد أكتوبر 23, 2011 8:57 am
بعض القصائد من ديوان شوقي للأطفال
كان لسلطانٍ نديمٌ وافِ يعيدُ ما قال بلا اختلافِ
وقد يزيدُ في الثَّنا عليهِ إذا رأى شيئاً حلا لديه
وكان مولاه يرى، ويعلمُ ويسمعُ التَّمليقَ، لكنْ يكتمُ
فجلسا يوماً على الخوانِ وجيءَ في الأكل بباذنجانِ
فأكل السطانُ منه ما أكلْ وقال : هذا في المذاق كالعسلْ
قال النديمُ: صدقَ السلطانُ لا يستوي شهدٌ وباذنجانُ
هذا الذي غنى به الرئيسُ وقال فيه الشِّعرَ جالينوسُ
قال: نعم، مرُّ، وهذا عيبُه مذْ كنتُ يا مولاي لا أحبُّه
هذا الذي مات به، بقراطُ وسُمَّ في الكأسِ به سقراطُ
فالتفتَ السلطانُ فيمنْ حولَهُ وقال: كيف تجدون قولَهُ ؟
قال النديمُ: يا مليكَ الناسِ عذراً، فما في فعلتي من باسِ
جعلتُ كيْ أنادمَ السلطانا ولم أنادمْ قطُّ باذنجانا
لستُ بناسٍ ليلةً من رمضانَ مرَّتِ تطاولتْ مثلَ ليالي القطب ، واكفهرَّتِ إذ انفلتُّ من سحوري ، فدخلتُ حجرتي أنظرُ في ديوان شعرٍ ، أو كتابِ سيرةِ فلم يرعني غير صوتٍ كمواءِ الهرَّة فقمتُ ألقي السَّمعَ في السُّتورِ ، والأسَّرة حتى ظفرتُ بالتي عليَّ قد تجرَّت فمذ بدت لي ، والتقتْ نظرتها ونظرتي عاد رمادُ لحظها مثلَ بصيصِ الجمرة وردّدتْ فحيحها كحنشٍ بقفرة ولبستْ لي من وراءِ السترِ جلدَ النّمرةِ كرَّتْ ، ولكن كالجبانِ قاعداً ، وفرَّت وانتفضتْ شوارباً عن مثلِ بيتِ الإبرة ورفعت كفًّا ، وشالتْ ذنباً كالمذرة ثم ارتقتْ عن المواءِ ، فعوتْ ، وهرَّت لم أجزها بشرَّةٍ عن غضبٍ وشرَّة ولا غبيتُ ضعفها ولا نسيتُ قدرتي ولا رأيتُ غير أمٍّ بالبنين برَّة رأيتُ ما يعطفُ نفسَ شاعرٍ من صورة رأيتُ جدَّ الأمّهاتِ في بناءِ الأسرة فلم أزلْ حتى اطمأنّ جأشها ، وقرَّت أتيتها بشربةٍ وجئتها بكسرة وصنتها من جانبيْ مرقدها بسترتي وزدتها الدِّفءَ ، فقرَّبتُ لها مجمرتي ولو وجدت مصيداً لجئتها بفأرة فاضطجعتْ تحت ظلالِ الأمنِ واسبطرَّت وقرأتْ أورادها وما درتْ ما قرت وسرحَ الصِّغارُ في ثديِّها ، فدرَّت غرُّ نجومٍ سَّبحٌ في جنباتِ السُّرة اختلطوا ، وعيَّثوا كالعميْ حولَ سفرة تحسبهم ضفادعاً أرسلتها في جّرة وقلتُ : لا بأسَ على طفلكِ يا جويرتي تمخَّضي عن خمسةٍ إن شئتِ ، أو عن عشرة أنتِ وأولادكِ حتَّى يكبروا في خفرتي
حكايةُ الصّيَّادِ والعصفوره صارتْ لبعض الزاهدين صوره
ما هزؤوا فيها بمستحقِّ ولا أرادوا أولياءَ الحقِّ
ما كلُّ أهلِ الزهدِ أهلُ اللهِ كمْ لاعبٍ في الزاهدين لاهِ