روضة البشائر الخاصة ( الدوحة - قطر )
روضة البشائر الخاصة ( الدوحة - قطر )
روضة البشائر الخاصة ( الدوحة - قطر )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة البشائر الخاصة ( الدوحة - قطر )

روضتى البشائر الخاصة كل ما يهم الطفل والاسرة والمعلمات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
رؤية الروضة
تسعي إلى إتاحة الفرصة للأطفال لتطوير قدراتهم وشخصياتهم ؛
بتوفير نظام تعليمي  يمكنهم من النجاح في عالم متغير تتزايد متطلباته  العلمية . 
أهداف الروضة
تهدف الروضة الى اعداد طفل سوى مفكر مبدع متأثر ومؤثر فى بيئته .
 

 

 من أجل طفل مبدع الذكاء وحده لايكفى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 179
تاريخ التسجيل : 30/08/2011

من أجل طفل مبدع الذكاء وحده لايكفى Empty
مُساهمةموضوع: من أجل طفل مبدع الذكاء وحده لايكفى   من أجل طفل مبدع الذكاء وحده لايكفى Emptyالأحد سبتمبر 25, 2011 10:46 am

لا شك أنه يقع على الأسرة دور مهم في تكوين الجوانب المختلفة لشخصية الطفل خاصة في مراحل النمو المبكرة حيث يرى علماء النفس أن السنوات الأولى في حياة الطفل هي التي تكون شخصيته وتحدد سلوكه وأسلوب تفكيره الذي سيواجه به مشوارحياته الطويل، ويتطلب ذلك أن يكون لدى الآباء وعي تربوي لتوفير جو أسري ملائم وعناية دقيقة تجاه الصغار لتكسبهم الشخصية السوية وحتى تهيئهم للحياة المدرسية فتتولاهم المدرسة لتكمل الدور التربوي فيحدث تكامل بين دور الأسرة والمدرسة في بناء المفاهيم والجوانب المعرفية، وأهم هذه الجوانب تنمية القدرة على التفكير الابتكاري، تلك القدرة الإنسانية التي يعزى إليها ما أحرزته البشرية من انتصارات ومنجزات. وللتفكير الابتكاري الصائب فوائد جليلة من النجاح في الحياة ولا سيما في الحياة العصرية المعقدة التي تتطلب الكثير من المعارف والخبرات والمهارات. فإذا ما نجح الفرد في الوصول إلى أحكام جديدة صائبة اكتسب شعورا بالثقة بنفسه والاعتداد بها والاحترام لذاته، ومن ناحية أخرى فإن التفكير الابتكاري يفيد أكثر ما يفيد في ظل الحياة الديمقراطية التي يتاح للفرد فيها أن يفكر بنفسه، ويناقش أفكاره مع عدد كبير من أفراد الجماعة. وعن طريق تدريب التلميذ على التفكير العلمي الجيد يصبح قادرا على التمييز بنفسه بين الحق والباطل وبين الأهواء الذاتية وبين الموضوعية وبين الواقعية. الابتكار أو الإبداع: هو إيجاد حل أصيل وجديد لمشكلة علمية أو عملية أو فنية أو اجتماعية ويقصد بالحل الأصيل الحل الذي لم يسبق صاحبه فيه أحد، ومن المشكلات ما يتطلب إيجاد شيء جديد أو أداة جديدة، مادية أو معنوية أو ظروف اجتماعية معينة، وهذا هو الاختراع كاختراع الميكرسكوب أو تأليف قصة. وقد جرت العادة على التمييز بين الاستدلال والابتكار فيقال: إن الاستدلال هدفه الكشف عن أشياء أو علاقات خافية كانت موجودة من قبل في حين أن الابتكار هدفه إيجاد أشياء أو علاقات جديدة لم تكن موجودة من قبل فجاليليو ابتكر المنظار المسمى باسمه واكتشف توابع المريخ فكل اكتشاف يمكن اعتباره إبداعا إن جاء بحل جديد أصيل للمشكلة. ولقد كان الابتكار يعتبر إلى عهد قريب مرادفا لحدة الذكاء فكان كل ذي ذكاء رفيع يسمى عبقريا، وكان الطفل المتوقد الذكاء يسمى موهوبا، ولا شك أن بين الذكاء والابتكار صلة وثيقة، غير أنه اتضح من الدراسات التجريبية الحديثة والقياس العقلي أن الذكاء وإن كان شرطا ضروريا للابتكار إلا أنه شرط غير كاف، فلا بد أن تقوم إلى جانبه قدرات ابتكارية معينة: ١- الأصالة: وهي قدرة الفرد على التجديد وإعراضه عن الإذعان المألوف والمعتاد. ٢- مرونة التفكير: وهي قدرة الفرد على تغيير وجهة نظره إلى المشكلة التي يعالجها بالنظر إليها من زوايا مختلفة، ويصور لنا شوبنهاور هذه المرونة بقوله: ليس المهم أن نرى شيئا جديدا بل الأهم أن نرى معنى جديدا في شيء يراه كل الناس. فقد أوحى سقوط التفاحة من الشجرة إلى نيوتن بأسس قانون الجاذبية. ٣- الطلاقة: وهي قدرة الفرد على إدماج أجزاء ومعان وصور ذهنية مختلفة في وحدات جديدة كالتأليف بين رأس الإنسان وجسم الأسد في وحدة أبي الهول. وللأسرة دور مهم في تكوين البناء المعرفي لدى الطفل حيث تستطيع الأسرة أن تنمي في طفلها القدرات الإبداعية إذا هيأت له فرص البحث والتنقيب والاطلاع وزودته بالمعارف والمعلومات، وأتاحت له فرصة الاشتراك في الرحلات العلمية الاستكشافية ووفرت له الكتب والمجلات والمراجع وشجعته على قراءتها على شرط أن تتفق مع مستوى قدراته العقلية، وكذلك إذا وفرت له جوا يتسم بالحرية الفكرية وفرص التعبير الصريح عن الذات. وحيث إن الإبداع ينمو ويزدهر إذا تمتع الطفل بالصحة العقلية السوية فان حرص الأسرة على أن تهييء جوا خاليا من الأزمات والانفعالات الحادة والتوترات وخبرات الفشل والاحباط والصد والزجر فإن ذلك ولا شك يؤدي إلى تكوين الطفل تكوينا سليما، ومن ثم ينعكس أثره على قدرته في الخلق والابداع ويتمشى هذا مع الحقيقة العلمية التي تواترت في كثير من البحوث ومؤداها أن الابداع أو الخلق ليس ثمة فطرة محضة وإنما يكفي لكي يكون الفرد مبدعا أن يتمتع بقدر من الذكاء حدد في بعض الأبحاث بـ ١٢٠ نسبة ذكاء ومؤدى هذا أن الابتكار لا يعتمد على الذكاء وحده، بل يعتمد على كثير من العادات الذهنية والسمات التي تلعب الأسرة والمدرسة دورا أساسيا في تكوينها. وقد دلت الدراسات أن الآباء الذين يشغلون الوظائف الفنية التخصصية الراقية يوفرون بيئة تعليمية مثيرة ومشجعة لأبنائهم كأن يتوفر للطفل الغذاء الجيد والكتاب والمجلة والمذياع والتليفزيون والأحاديث الراقية. إن مؤدى هذه الدراسات هو أن هناك تأثيرا للعوامل البيئية على نمو القدرة الابتكارية، ولقد وجد أن الطفل الذي يذهب إلى إحدى دور الحضانة يمتلك قدرة ابتكارية أعلى من زميله الذي لا يذهب إليها على اعتبار أن دور الحضانة تمثل بيئة أكثر غنى من الناحية التعليمية عن البيئة المنزلية الصرفة للطفل، وهناك دراسات أخرى أوضحت أن البيئة المثبطة عقليا للطفل تؤدي إلى انخفاض القدرة الابتكارية، فحرمان الطفل من الاتصال الطبيعي بالأم يخفض القدرة الابتكارية، ومن الآثار الإيجابية على نمو القدرة الابتكارية لدى الطفل مقدار الساعات التي يقضيها معه الأب وكذلك فرص اللعب البنائي أمام الطفل، وعدد الساعات التي يقضيها الأب في القراءة مع ابنه، فالعوامل البيئية تؤثر على نمو القدرة الإبداعية وتؤثر بالقطع في كيفية استخدام الإبداع وتحدد الوجهة التي يتخذها إبداع الفرد فإما أن يتجه نحو الخلق والإبداع والابتكار في العلم والتحصيل والأعمال الإيجابية النافعة وإما أن يتجه نحو الإبداع في مجال السرقة والجريمة والانحراف. كما ينبغي للأسرة إشباع الحاجة إلى الحب والانتماء والاستقرار والتقدير، وأن تشجع الطفل على النجاح وأن توفر له الحرية وأن توجهه وتنمي فيه الحاجة إلى المعرفة وتشجعه على ممارسة النشاط الذاتي لأن هناك أشياء لا يمكن تعليمها إلا عن طريق بذل النشاط الذاتي مثل السباحة. وموهبة الإبداع والابتكار يمكن تنميتها عند الطفل في المراحل المبكرة من العمر خاصة سن الثانية، هذا ما أكدته الدراسات والأبحاث التي أجريت بجامعة شيكاغو الأمريكية، بالإضافة إلى أن الطفل في هذه المرحلة من العمر تكون لديه القدرة على التعبير عن احتياجاته ومطالبه وأحاسيسه ومشاعره ويستطيع أن يقوم برسم بعض الرسومات البسيطة أو ممارسة بعض الألعاب الفردية أو الجماعية التي يتعلم من خلالها النظام والتعاون الاجتماعي، ففي هذه المرحلة يكون خيال الطفل خصبا فيختلق بعض القصص والحكايات ويتخيل اللعب الخاصة به شخصيات حقيقية، وفي هذه الحالة يجب مشاركة الطفل في تخيلاته وعدم إظهار الدهشة إذا ما رسم الطفل وجه أي شخص بطريقة غريبة بل يجب تشجيعه حتى يتعلم الرسم بطريقة سليمة. وقد أكدت الأبحاث والدراسات العلمية أهمية موهبة الإبداع والابتكار عند الأطفال لأنها تسمح لهم بالتفكير السليم وتساعدهم على التوصل إلى أنسب الحلول لمشاكلهم. فموهبة الإبداع والابتكار تشغل كيان الطفل وتفكيره ومشاعره منذ المراحل الأولى من العمر وتساعده على النجاح في حياته الدراسية والاجتماعية فيما بعد، وهي أحد المفاتيح المهمة في تكوين شخصيته فينمو بطريقة طبيعية ولا يصاب بالانطواء والتوتر النفسي، ولذا يجب إتاحة الحرية الكاملة للطفل لكي يكتشف موهبة الإبداع والابتكار عنده دون الاعتماد على الآخرين. ولقد ركز العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي أعدها فريق من الخبراء وإخصائيي الطب النفسي بالنسبة للأطفال بجامعة شيكاغو الأمريكية على أهم الوسائل التي تؤدي إلى نجاح موهبة الإبداع والابتكار لدى الأطفال ومن أهمها تزويدهم بالأشياء والأدوات التي تساعدهم على الإبداع والابتكار. فقد ثبت أن بعض الأجهزة والأدوات تساعد على الابتكار أكثر من أي نوع من اللعب، وبالنسبة للطفل في سن الثانية فإن الأشياء التي تقدم له يجب أن تكون بسيطة التركيب. إن هناك بعض أنواع اللعب التي تتم صناعتها من بعض الأدوات المنزلية تساعد على تنمية الإبداع والابتكار أكثر من اللعب المعقدة التركيب فهناك بعض اللعب الخاصة بالطفل يمكن صناعتها من الصناديق (الورق المقوى) الفارغة وغيرها، ومن أهم الأدوات التي تساعد على تنمية الموهبة عند الطفل الصغير بعض اللعب المصنوعة من الطين والصلصال والتي تساعد على الابتكار دون الاعتماد على الآخرين. وهناك بعض أنواع الأدوات المنزلية مثل قطع القماش والإسفنج والقطن يمكن أن يقوم الطفل بتصنيع بعض أنواع اللعب منها مثل العرائس والحيوانات. وخلاصة القول يجب إتاحة الحرية الكاملة للطفل في ابتكار تكوين الأشياء التي يريدها من هذه الخامات. خصائص الطفل الأكثر ذكاء وهدوءا أثبتت دراسة حديثة أجرتها جامعة مانشستر بإنجلترا: أن الأطفال الذين ولدوا من أمهات في الثلاثين أو الأربعين من عمرهن أفضل وأكثر ذكاء أو هدوءا من أطفال الأمهات اللاتي في العشرينات والسبب كما تقول الدراسة: أن الآباء والأمهات الأكبر سنا يقضون وقتا أطول مع أولادهن في حين يقضي صغار السن وقتا أطول في العمل والبحث عن لقمة العيش، بجانب التحرر من قيود الأطفال وكثرة خروج الأم مما يبعدها عن الطفل وتركه للجدة أو المربية. وتقول الدراسة: إن الأمهات الأكبر سنا لا يصبن بالتعب والإرهاق الذي تصاب به الأصغر سنا، وأنهن أكثر خبرة في التعامل مع أطفالهن ولديهن صبر على ممارسة الألعاب داخل المنزل أو المساعدة في قراءة الكتب المدرسية أو الترفيهية. أطفالنا.. آلية قياس ذكائهم بعد أن أصبح معروفا لدى فئة كبيرة من الناس وجود اختبارات لقياس ذكاء الأطفال، فإننا نفاجأ كاختصاصيين نفسيين بعدد متزايد من أولياء الأمور الراغبين في قياس مستوى ذكاء أبنائهم على الرغم من أن هؤلاء الأطفال يكونون عاديين جدا ومستواهم في التحصيل الدراسي جيد للغاية. إن الأصل في هذا الموضوع، هو أنه إذا لم تكن هناك مؤشرات أساسية وعامة تستدعي إخضاع الطفل لاختبارات قياس الذكاء، فليس هناك أي داع لذلك في الحقيقة. وحتى نكون أكثر دقة، نقول إن تلك الاختبارات لا يجب أن تكون مستهلكة فهي أقرب ما تكون إلى المضادات الحيوية التي يؤدي تعاطيها باستمرار إلى أن تفقد مفعولها بمعنى أنه إذا أخضع طفل ما لاختبار مقياس ذكاء لمرات متعددة فإنه سوف يفقد مصداقيته بمرور الوقت. ما نود التنويه إليه أيضا هو ضرورة توافر مجموعة من الملاحظات في الطفل الذي سيخضع لهذا الاختبار مثل أن يكون هذا الطفل غير عادي، فإما أن يكون متدهور القدرات بشكل ملحوظ وإما أنه لديه قدرات عقلية فائقة مقارنة بأقرانه في المرحلة العمرية نفسها. إن ذلك يعني بشكل واضح أنه يجب ألا يكون فضول الوالدين هو وحده الدافع لإخضاع أبنائهم لاختبارات قياس الذكاء. من الأمثلة الحية على ذلك: إحدى الأمهات طلبت قياس مستوى ذكاء أحد أبنائها، وقد جاءت نتيجة الاختبار الذي خضع له الطفل لتثبت أنه بطيء التعلم، ويحتاج إلى مساعدة كبيرة من الأهل والمدرسين الخصوصيين في عملية الدراسة. وقد تبين من خلال مثل هذه الحالة وحالات أخرى مماثلة أن مثل هؤلاء الأمهات لا يتقبلن مثل هذا الأمر برحابة صدر فتكون النتيجة عكسية إلى حد كبير . والحقيقة التي نهدف إليها من خلال إجراء اختبارات قياس الذكاء ليس مجرد التعرف على مدى قدرة ذلك الطفل على التفكير والإدراك والوعي، وهل بالإمكان الاعتماد عليه أم لا، وهكذا. وإذا ما تطرقنا بإيجاز إلى الحديث عن الكيفية التي تتعامل بها الدول الغربية المختلفة تلك المسألة نجد أنهم لا يكتفون بمجرد تشخيص تلك الحالات وإنما يتعاملون معها في إطار قدرات وإمكانيات كبيرة وضمن برنامج علاجي واضح المعالم. مدارس التربية الفكرية وفي العادة فإنه يتم إجراء قياس الذكاء عندما يرد تقرير من مدرسة الطفل يفيد بأنه غير قادر على مسايرة المناهج الدراسية، فإذا أثبت اختبار مقياس الذكاء أن نسبة ذكاء ذلك الطفل منخفضة، عندئذ تحويله إلى مدرسة أخرى تكون مؤهلة على التعامل مع هذه الفئة مثل المدارس الخاصة بصعوبات التعلم التي تمكنه من تحقيق مستوى تحصيل أفضل أو مدارس التربية الفكرية. وفي جميع الحالات يكون الهدف هو وضعه في بيئة مناسبة بحيث يكون قادرا على التكيف النفسي والاجتماعي والتعليمي السليم. أما إذا كان مستوى ذكاء الطفل طبيعيا ولكن لديه قدرات معينة أضعف من أخرى، مثل أن تكون قدرته العددية أضعف من قدرته في الحفظ فإنه يتم تدريبه على تنمية تلك القدرة الضعيفة والتعايش معها بشكل سليم أيضا. وفي الولايات المتحدة الأمريكية يشترطون إخضاع الأطفال لمقاييس الذكاء قبل التحاقهم بالمدارس، وذلك لتحديد الفئات التي يتم إلحاقها بالمدارس المتميزة والأخرى بالمدارس العادية وهكذا.. غير أن المدارس في المملكة العربية السعودية لا تلتزم غالبا بإجراء تلك المقاييس عند قبول تلاميذ جدد. لذلك فعندما يتعرض طفل ما للرسوب أكثر من مرة في السنة الأولى فإنه يتم تحويله إلى الاختصاصية الاجتماعية لبحث أسباب رسوبه. في حالات أخرى لابد أن يكون لدى المدرسة اختصاصيون نفسيون عندما تنعدم لدى مثل ذلك الطفل أي قدرة على التركيز أو فهم ما يقال له، حيث يحاول الاختصاصي النفسي عادة أن يبدأ مع الطفل ما يسمى (i٩) وهي تعني درجة تحديد الذكاء لتقرير ما إذا كان هذا الطفل يصلح للدراسة في المدارس العادية أم لا. غير أن تلك الخطوة لا تتخذ عادة إلا بعد أن تظهر الأعراض على الطفل فتبدأ محاولات معالجتها، بمعنى أنه لا يوجد دور وقائي وإنما علاجي، لاحق، والأخطر من ذلك أنه لا يوجد علاج حاسم للطفل المتخلف، وإنما يظل على ذات المستوى تقريبا مع ملاحظة أن توافقه وتكيفه مع بيئته والمحيطين به من الممكن أن يكون أفضل لو تم وضعه في الجو المناسب. مثال ذلك أننا عند ما نلحق الطفل المتخلف بمدارس الأطفال العاديين فإنه سيشعر أنه أقل من الآخرين ومنبوذ منهم، مما يؤدي إلى تأزمه نفسيا والتأثير على دافعيته أو طموحه سلبيا. وفي المقابل فإننا إذا ألحقنا مثل هذا الطفل بمدارس متخصصة في التربية الفكرية مثلا فسوف يكون بصحبة زملاء مشابهين له مما يجعله لا يتعرض للآثار النفسية السلبية التي ذكرناها سابقا. كما أنه سيكون أكثر قابلية لاستيعاب البرامج المقررة، فهو في مثل تلك الحالة أشبه بالشخص الذي كان نائما ثم استيقظ من النوم! أضف إلى ذلك، أن طريقة تعليم الأطفال المتخلفين تختلف عن سواهم من أقرانهم العاديين وفي حال تطبيق هذه الطرائق التعليمية عليهم بشكل سليم فإن ذلك يسمح لهم بالتلقي الجيد ومن ثم الإنتاج. وقد يصل الصف الرابع أو السادس من التعليم الابتدائي، لكن من غير الممكن بالطبع تعدي تلك المرحلة لكن على الأقل يكون قد تمكن من القراءة وممارسة بعض الأعمال البسيطة المنتجة في قطاعات معينة. بحيث لا يمثل عبئا على نفسه أو على المجتمع في المستقبل. كيف نكشف عن القدرات العقلية لشخص ما ؟ تلك المسألة لا تتم بواسطة عمل الأشعة مثلا أو إجراء التحاليل أو فحص الخلايا الدماغية أو غير ذلك من الإجراءات الطبية المعتادة. فالعلماء حتى هذه اللحظة لم يتمكنوا من تحديد موقع الخلايا الدماغية المسؤولة عن القدرات العقلية المختلفة، وإنما المعروف علميا أن هناك فصين بالدماغ كل واحد منهما مسؤول عن عدة وظائف مختلفة مثل القدرة على الحفظ أو التفكير أو الإبداع والابتكار وغير ذلك. أما دور الأشعة فيقتصر على المساعدة في تحديد ما إذا كان هناك تلف بالمخ أو تكوين غير طبيعي. وطبيعة عملي كاختصاصية علاج نفسي تقوم على تحديد ما إذا كان هذا التلف أثر على قدرات ذلك الشخص أم لا، وذلك هو ما يعرف باختبار الذكاء. وبالنسبة لمقاييس الذكاء التي نستخدمها حاليا فإننا نقوم من خلالها بتحديد قدرات معروفة سلفا مثل القدرة على الإحساس والتفكير واللغة والفهم وتحديد وجه الاختلاف أو الاتفاق بين الأشياء. يتم ذلك في بعض الأحيان من خلال مجموعة من الألعاب أو المسائل الحساسة أو وضع قائمة الأسئلة والإجابات وغيرها من الأشياء المثيرة بالنسبة للطفل ويتم تقييم قدراته العقلية بناء على نتيجة هذه الاختبارات من خلال درجات محددة يتم وضعها في جداول معروفة ومقننة على مستوى العالم وأثبتت صدقيتها في مختلف دول العالم، مما يجعله صالحا للتطبيق في أي مجتمع من المجتمعات البشرية. ولكننا عندما نقوم بتطبيق أي من اختبارات الذكاء تلك على الأطفال في المملكة العربية السعودية فإننا نراعي الأشياء غير المناسبة لثقافة أطفالنا، مع الحرص على عدم المساس بجوهر الاختبار، فهناك سؤال مثلا: ينص على من اكتشف القارة الأمريكية؟ مثل هذا السؤال نغيره إلى: من بنى الكعبة؟ وهكذا إن الإجابات عن تلك الأسئلة، فيمكن عن طريقها التفريق بين الأطفال الطبيعيين وسواهم، على اعتبار أن الإجابة عن أسئلة الاختبارات من المفترض أنها تمثل معلومة معروفة لدى أي طفل طبيعي، فضلا عن بعض المعلومات العامة الأخرى التي نشترك جميعا في الإلمام بها. بعدها نقوم بقياس النتائج فإذا كانت مماثلة لنتائج الاختبارات التي تجرى في الدول الأخرى يكون الاختيار الذي أجريناه سليما، حيث إن الجميع هنا يعتمد على المقاييس نفسها، أي أنها تعتبر معايير دولية بمعنى أنه إذا حصل طفل ما على ٨٥٪ في اختبار ويكسلتر مثلا فإنه يشخص باعتباره بطيء التعلم وهي نتيجة يتم الأخذ بها في أي مكان بالعلم. مع إمكانية تطبيق اختبارات أخرى على الشخص نفسه. وهناك اختبارات لقياس الذكاء معروفة عالميا، من بينها الذكاء المصور الذي لا يعتمد إطلاقا على اللغة، كما يمكن تطبيقه على عشرين طفلا في وقت واحد وهو يختلف عن اختبار بينيه مثلا الذي يهتم أكثر بالتفصيل لمعرفة أي القدرات ضعيفة لدى الشخص وأيها قوية لكن الذكاء المصور يعتمد على عرض رسومات داخل مربعات في نسق معين، مع وضع رسم مختلف بشكل واضح فيما بينها لاختبار مدى قدرة الطفل على تحديد هذا الاختلاف، وهو كما نرى اختبار يصلح تطبيقه في أي مكان بالعالم. ودائما ما تتدرج تلك الاختبارات من السهولة إلى الصعوبة، حتى يتم التمييز بين مستويات ذكاء الأطفال، حيث يتم تصميم أي اختبار، بحيث نستطيع من خلاله قياس جميع المستويات بداية من المتخلفين حتى شديدي الموهبة، وهم فئة نادرة ومحدودة وكذلك الأمر بالنسبة للمتخلفين. ولكن الملاحظة العامة هنا هي أن النسبة الأكبر من الأطفال هي التي تستمر حتى منتصف الاختبار، وهي التي تشكل المتوسط الطبيعي أو العادي بالنسبة لمستوى الذكاء. وإذا انتقلنا إلى الحديث عن المراكز المتخصصة مثل مدارس التربية الفكرية المختصة بالتعامل مع فئات الأطفال المتخلفين فإنه بالنسبة لنا كاختصاصيين نفسيين عاملين بالقطاعات الطبية العامة- غير المتخصصة- فإن المقاييس التي نقوم بتطبيقها يخضع لها جميع الأطفال، فإذا ظهر من نتيجة قياس اختبار الذكاء أن الطفل متخلف عقليا نقوم بتحويله على التربية الفكرية التي تقوم بدورها باستعمال مقاييس خاصة بالتعامل مع الأطفال المتخلفين، فتعطيه نسبة قياس أدق، وبناء عليه تحدد طريقة التعامل معه ومستوى دراسته وبرنامج التأهيل الذي يتم تطبيقه عليه. ينطبق ذلك من ناحية أخرى على الأطفال الذين تظهر لديهم بوادر النبوغ أو العبقرية، حيث يتم إلحاق مثل هؤلاء الأطفال بمدارس متخصصة في ذلك. وبطبيعة الحال فإن إصابة طفل ما بنوع من التخلف العقلي لا يعني إطلاقا أن مثل ذلك الشخص ميئوس منه، فقد يثبت أنه قادر على التدرب على أشياء بسيطة ولكن ذلك يتم حسب مستوى أو نسبة التخلف، لأننا نجد ذلك يكون مصحوبا في بعض الأحيان بتشوهات خلقية لا يستطيع الطفل فيها التحكم في تصرفاته وإن كان ذلك يحدث في حالة التخلف العقلي العميق. الأطفال الموهوبون.. حساسون جدا! ترى لورنسي بيرنو مؤلفة كتاب أربي طفلي إن الأطفال أصحاب المواهب المميزة يحتاجون إلى المساعدة في نموهم، وكلما ازدادوا تميزا عن أطفال جيلهم ازداد خطر ظهور اضطرابات في سلوكهم، فهؤلاء الأطفال، الذين يضجون بالحيوية وينجحون في أي شيء دون صعوبة ولهم ذاكرة قوية وتركيز واستيعاب اللغة، ينمون بسرعة أكبر من رفاقهم، وسيجدون صعوبة في أن يكون لهم أصدقاء. فمن هم في عمرهم سيبدون لهم صغيري السن، والذين يحبون الحديث معهم سيعاملونهم كأنهم أطفال صغار، لذا فقد يجدون أنفسهم وحيدين ومعزولين. وهم كذلك يشعرون بالضجر في صفوفهم؛ لأن المدرسة تكرر أشياء استوعبوها فينتهي بهم الأمر إما بإثارة الضجة وإما بالبقاء كابحين قدراتهم. ومن ناحية أخرى فإن تربية مثل هؤلاء الأطفال غير سهلة وتتطلب صبرا؛ لأنهم حساسون جدا، ويستحسن تسجيلهم في دورات للغات أو في ناد علمي. مواهب أطفالنا: من يرعاها؟ تتراءى لك براءة الأطفال في أحداق عيونهم حينما يسرحون ويمرحون مع إخوتهم في المنزل، أو زملائهم في الحضانة أو الروضة أو المدرسة فتبرز لك صورة جمالية لامعة مع صور التلاحم الطفولي البريء تعبر عنها مظاهر نموهم الحركي المتمثلة في عبثهم بأي شيء تقع أياديهم عليه كالأدوات والأجهزة والأفياش الكهربائية وغيرها. ولك أن تعلم بأن اليد الطولى ستنال من هؤلاء الأطفال العابثين عقابا لهم وردعا لأمثالهم من بني جلدتهم اعتداء منا على هذه الطفولة الوادعة، فلم يدر بخلد السواد الأعظم منا بأن هؤلاء الصغار اليافعين يبدأون خطواتهم البسيطة نحو اكتشاف المجهول والذي يقدر بحد ذاته بداية البدايات وأول أبجديات البحث عن المعرفة الإنسانية بأبعادها وجوانبها المتشابكة. وهكذا عندما يحلم الأطفال في يقظتهم متأملين ذواتهم كالنسور المحلقة في فضاءات الحياة الرحبة.. فذاك يأمل في أن يصبح طبيبا مكبا على معالجة العلل والأسقام البشرية من أوجاعها وآلامها، وطفل ثان يتطلع إلى اليوم الجميل الذي يصبح فيه مهندسا بارعا، وثالث يأمل في أن يشتغل في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة ورابع يتشوق للعمل في مجال التجارة.. وهكذا دواليك. إنها أحلام صغيرة بالفعل تحتاج إلى من يرعاها وينميها لتغدو كبيرة في واقع الأمر، حيث تترعرع هذه البراعم وتزدهر معها أحلامهم وطموحاتهم الصغيرة التي تنتظر من يقوم بتوجيهها وإنمائها رعاية وصقلا ومتابعة. وفي هذا الشأن فإنه لا يفعل الدور العظيم الذي ينبغي أن تقوم به الأسرة في هذا الجانب من الاهتمام والعناية بهؤلاء الأطفال وإن اختلفت المهام والتبعات التي تقوم بها في ضوء التفاوت في المستوى الثقافي ونوع البيئة الاجتماعية المحيطة به، ومدى اهتمام كل من الأب والأم في الأخذ بأيدي فلذات أكبادهم في الطريق القويم الذي ينبغي أن يوضعوا فيه، ويمكن لكل منهما توفير ما يمكن توفيره من اللعب والدمى التي يسعدون بها، حيث يمكن ملاحظة سلوكهم من خلال هذه اللعب حيث يقودون مركباتهم الصغيرة بزهو الطفولة البريئة ويبنون البنايات بعقلية البناء الصغير ويضعون سماعات الأطباء على آذانهم والمشارط في أياديهم كما يفعل كبار الأطباء.. يا لها من أحلام! ويأتي دور المدرسة متمما لرسالة المنزل في الرعاية والعناية بسلوك هؤلاء الطلاب من الأطفال، وينبغي أن تهتم المدرسة بتوفير غرف خاصة للعب الأطفال تتوفر فيها جميع الأدوات المستخدمة في اللعب والتي تمثل معملا لاكتشاف سلوك الأطفال لنبحر في عوالمهم الخاصة منذ وقت مبكر من طفولتهم السعيدة. لذا فإن معلمي الصفوف المبكرة في المرحلة الابتدائية معنيون بهذه الطفولة بكل ما فيها من شفافية وبراءة، فهم مطالبون بتبسيط مفردات المنهاج الدراسي وتطويعها لتحقيق أحلام هؤلاء الصغار من خلال أساليبهم وطرائقهم في التدريس، وباستخدامهم لوسائل وتقنيات التعليم المعينة كالمصورات والرسوم والأفلام التعليمية المختلفة، ومن الأفضل أن يدربوهم على كيفية إعداد بعض المشروعات المبسطة التي تتلاءم مع إمكاناتهم وأعمارهم ويمكن الاستفادة من خامات البيئة المحيطة بهم على أن يعدوها بأنفسهم. ويفضل أن يربط المعلمون بين ما يعلموه لطلابهم من موضوعات دراسية وبين ما يشاهدونه عبر الشاشة الفضية التلفاز كالصناعات والتقنية والحياة الفطرية بشقيها النباتي والحيواني، وكل ما يتعلق بحياة الإنسان، وما يمكن أن يصيبه من غوائل الأمراض ونائبات الزمان، وذلك لما له م تشويق وإثراء للخبرات والتجارب. ويمكن أن نسهم في اكتشاف الأحلام الصغيرة أيضا من خلال الزيارات الميدانية لمواقع الإنتاج والإنماء كالمصانع والمستشفيات والمدارس والمراكز المهنية والمعاهد والمؤسسات التقنية المختلفة. ويكلف الطلاب بكتابة موضوعات صغيرة مبسطة حول المهن المختلفة ومنها ما يتوقون إلى تحقيقه من آمال وأماني عريضة في مستقبلهم الحياتي. إن للمرشد الطلابي في المدرسة يدا عليا في وضع هذه الآمال والأماني موضع التنفيذ، وذلك من خلال التوجيه المستمر للطلاب بتحسين الأداء الدراسي من خلال الاستذكار الجيد والمراجعة المستمرة للدروس جميعها، والاهتمام بالجوانب العلمية من خلال غرس الخيال العلمي لديهم، وأن يستنبط لهم ما يناسب مع طموحاتهم من الفرص المهنية التي قد تتيسر لهم وفق قدراتهم واستعداداتهم والتي يتضمنها دليل الطالب التعليمي والمهني، أو تلك الأدلة التي تعدها بعض المعاهد والكليات والمدارس والجامعات والمراكز التدريبية المختلفة وعرضها من خلال اللوحات وشاشات عرض الأفلام والتسجيلات والنشرات المتنوعة بأسلوب أكثر تشويقا وإقناعا. ألستم معي بأنه يمكن لأبنائنا الصغار فلذات أكبادنا الاستمرار في العطاء والتحليق في سماء الإبداع بما يسهم في تحقيق أحلامهم الصغيرة والتي ستكبر وتتعاظم يوما بعد يوم لتصبح واقعا عمليا ملموسا؟ لذا فكم نحن بحاجة ملحة إلى ذلك الشبل الذي كان يترنم في سعادة بالغة.. ينشد ألحان الطفولة الحانية الجميلة حيث سيصبح دون أدنى شك رجلا مهما في بناء أمته ووطنه، فقد أصبحت أحلام يقظته حقيقة واقعة لا مراء فيها.. السؤال الذي يفرض نفسه بكل قوة واقتدار هل نحن قادرون حقا على تحقيق المرامى والآمال المتمثلة في الأحلام الصغيرة، وجعلها حقا فرديا مشاعا ومشروعا لأبنائنا الأطفال؟ أقول: إذا فعلنا ذلك فإننا وبدون شك أيضا قادرون على المبادرة والمبادأة في صناعة الرجال.. فيا لها من صناعة شاقة تفوق في مفهومها وأهدافها ومراميها صناعة المواد الخام. الوالد: لاحظت حفظ ابني للإعلانات: فبعت التلفزيون الطفل عبدالله محمد جبر ليس طفلا عاديا بل إنه آية من آيات الله في حفظ القرآن والأحاديث النبوية والإلمام بالمذاهب الفقهية والبراعة في الخطابة على المنبر.. اشترك في المسابقة العالمية للقرآن الكريم بالسعودية ومصر وحصل على المركز الأول فيها. احتضنه شيخ الأزهر وشجعه باتخاذ قرار استثنائي بإلحاقه بالصف الأول الإعدادي الأزهري بعد أن كان طالبا بالصف الثالث الابتدائي. التقيناه ووالده لنتعرف على قصة هذا النابغة.. قال والده المهندس محمد جبر: لاحظت تعلق ابني بالتلفزيون وحفظه للإعلانات بصورة لا مثيل لها.. فاتخذت قرارا على الفور ببيع التلفزيون والاتفاق مع أفضل محفظي القرآن الكريم ليتولوا تحفيظه.. كانت سنه ثلاث سنوات ونصف السنة.. نبغ في الحفظ حتى إنه كان يحفظ في اليوم ربعا وربعين.. شجعته بكل الوسائل وتفرغت لمتابعته بعد عملي.. أتم حفظ القرآن وهو في السابعة من عمره..ولم يكن حفظه عاديا وإنما بالقراءات السبع بل وحفظ أرقام الآيات.. بعدها احتضنه أستاذ بكلية أصول الدين بالمنصورة ليحفظه صحيحي البخاري ومسلم وبعض الحواشي.. أتمها خلال عام واحد فقط.. بدأ هذا الأستاذ تدريبه على الخطابة وإلقاء الدروس الدينية عقب الصلاة.. نال استحسان الجميع.. اشترك في المسابقة الدولية لحفظ القرآن بالسعودية فحصل على المركز الأول.. بعدها اشترك في مسابقة القرآن العالمية التي تنظمها مصر فحصل على المركز الأول أيضا.. زاده التشجيع اجتهادا حيث أصبح مثار اهتمام الجميع.. ألقى خطبة أمام فضيلة شيخ الأزهر في حفل تخريج طلاب البعوث الإسلامية فكانت المكافأة فورية بقرار استثنائي بإلحاقه بالصف الأول الإعدادي الأزهري بدلا من الصف الثالث الابتدائي الذي يدرس فيه.. بل إنه قال إن مستواه يفوق الكثير من طلاب الجامعة. وأضاف: خلال هذه السنوات رعيت عبدالله بأسلوب تربوي سليم من خلال الترفيه والرحلات والمكافآت التشجيعية التي لم تقتصر على ما أمنحه له فقط وإنما امتدت إلى رعاية الجمعيات الإسلامية ومشاهير العلماء الذين شاركوني في تحمل المسؤولية لأنني أعدها رسالة وأمانة وأدعو الله أن يوفقني فيها.. وليس ابني فلتة أو معجزة من بين الأطفال بل إن هناك من هو أفضل منه ولكن أهله لم يهتموا به لهذا اتجهت موهبة أطفالهم إلى الرقص وحفظ الأغاني.. فكل الأطفال أذكياء ولكن المهم من يحسن اكتشاف الموهبة ويوجهها إلى ما فيه المصلحة.. فالذكاء يمكن استخدامه في الشر كما يمكن استخدامه في الخير.. فالمهم كيف نستخدم ذكاء أطفالنا. تحدثنا إلى الطفل فسألناه عن شعوره وهو يلقى كل هذا التكريم فقال: كلما زاد التكريم زدت اجتهادا في تحصيل العلوم الشرعية عسى أن ينفع الله بهذا. كنت أقرأ الآية مرة أو مرتين فقط فأحفظها بفضل الله.. وأراجع القرآن كله مرة شهريا.. وأدعو الله أن أكمل دراستي بالأزهر حتى الدكتوراه ثم أتفرغ للدعوة في الداخل والخارج. أعمل على إجادة اللغة الإنجليزية من الآن حتى أكون ملما بما يجري في العالم.. فالداعية يجب ألا يكون منعزلا عن واقعه بل عليه أن يستقي منه موضوعاته.. فالدعوة التي تنفصل عن الواقع تكون غير مؤثرة. رفقا بالطفولة: الإبداع.. لا تقتلوه! إنه يصرخ بأعلى صوته، ولكن صرخاته لم تطرق مسامعنا، وأناته المؤلمة لم تحرك قلوبنا، إنهم يقتلونه صباحا ومساء، عجيب هذا القتيل، يحبه الجميع ويشارك في قتله الكثير، لا يسمع صرخات هذا القتيل إلا القلة، ويستغيثون قائلين لا تقتلوه، لا تقلتوه، ولكن هل من مجيب، هل يتوب القاتل عن فعلته ويمسح دمعة المظلوم ويقول له اعف عنا قتلناك ونحن لا ندري؟. إن القتيل هو الفكر الإبداعي الذي يموت قهرا في زمن الطفولة، إن علماء التفكير ينظرون إلى الإبداع على أنه توأم للطفولة، إن الطفولة هي الإبداع، والإبداع هو الطفولة، ولكي تعرف مصداق هذه المقولة راقب الأطفال وهم يلعبون، انظر إليهم يلعبون بذلك الصندوق الورقي الذي أتى فيه مكيف الهواء الجديد في منزلك، تجدهم تارة يجعلون هذا الصندوق منزلا لألعابهم الصغيرة، وتارة يجعلونه مختبئا، وتارة يجعلونه عرينا لأسودهم وحيواناتهم المصنوعة من خيالهم المجنح، إنهم يلعبون بذلك الصندوق ألف لعبة ولعبة، ونحن الكبار لا ننظر إلى هذا الصندوق إلا بمنظور واحد، إنه صندوق لمكيف الهواء أو حاوية لتخزين الحاجيات القديمة. إن هذا الصندوق يجعلنا نسأل أنفسنا: من أكثر إبداعا نحن الكبار، أم الأطفال بمنظورهم المبدع الذي طار إلى آفاق لا تكاد تدركها عقولنا الكبيرة بمنظورها الأحادي الضيق؟ ما الذي حصل للفكر الإبداعي منذ زمن الطفولة إلى باقي مراحل حياتنا؟ إن الطفل يتعرض لكثير من الضغوط النفسية التي تعوق طاقاته الإبداعية وتخنقها وتكاد تقتلها، وللأسف تأخذ هذه الضغوط السلبية صورا إيجابية، وتلبس في بعض الأحيان أقنعة تربوية مزيفة. من أهم هذه الضغوط التي تقتل الفكر الإبداعي في زمن الطفولة الرقابة المستمرة على الأطفال من قبل الكبار ونقدهم لأعمال الأطفال وتقويمهم لها، وإقحامهم في منافسات عقيمة مع غيرهم من الأطفال، هذه الضغوط تجعل الطفل يهتم لرأي الكبار وتقويمهم، وتجعله يسعى لإرضائهم بدلا من أن يكون همه من لعبه وعمله إرضاء ذاته الصغيرة عن طريق إعمال فكره الإبداعي المستقل. يجب على البالغين أن يتذكروا دوما أن ينظروا إلى الطفل على أنه طفل وليس رجلا في صورة طفل ومن الضغوط الضارة بالإبداع الطفولي تحكم الكبار في تصرفات الطفل وتلقينه الكيفية التي يؤدي بها كل شيء في حياته، إنهم يعلمونه كيف يلعب، ويعلمونه كيف يرسم، ويعلمونه كيف يؤدي واجباته المدرسية. إن هذا الأسلوب يعلم الطفل أن الأصالة في الأداء، واكتشاف أساليب جديدة ومختلفة يعتبران نوعا من العبث وإضاعة للوقت، إن الكبار بفعلهم هذا يقولون للطفل لا تفكر تفكيرا مستقلا، اعتمد علينا فنحن الكبار نفكر لك. في بعض الأحيان تأتي بعض الضغوط المضرة بالفكر الإبداعي لدى الأطفال في صور إيجابية مزيفة، ومثال هذه، الضغوط المبالغة في استعمال المكافأة التي تجعل رغبة الطفل في الحصول عليها تطغى على اللذة الناتجة من قدرة الطفل على الأداء الإبداعي في كل أعماله، وهناك مثال آخر لهذه الضغوط المستترة هو تدخل الكبار في تشكيل هوايات الطفل وتوجيه ميوله بدلا من اكتشاف مواهبه الفطرية وميوله الأصلية وتهذيبها وتطويرها، ونشاهد مثالا واضحا على هذا الأمر في جهود كثير من الآباء والأمهات الذين يجبرون أطفالهم على تعلم القراء ة ومبادئ الحساب في سن مبكرة جدا. إن من أكثر الضغوط على الإبداع الطفولي تسترا هو فرض منظور الكبار إلى مسألة الوقت على الطفل الذي تختلف نظرته إلى الوقت عن الكبار، إن الناظر إلى الأطفال حال لعبهم يكتشف أن الوقت في نظر الطفل له سمة انسيابية ليس لها حدود، إن الوقت لايهم الأطفال كثيرا، وحتى يظهر الفكر الإبداعي لدى الأطفال لابد على الكبار أن يدركوا أهمية إعطاء الطفل الوقت الكافي في لعبه واكتشافاته المستمرة حسب مقياس الطفولة وحاجتها الذي يختلف عن مقياس البالغين وحاجاتهم. إن حب الكبار للأطفال ومشاعرهم النبيلة لا يكفيان لتوفير المناخ الملائم لظهور الفكر الإبداعي المستقل ونموه، لابد أن يصاحب هذا الحب احترام لشخص الطفل وميوله، والإقرار بأنه كائن حي مستقل ومملوء بالطاقات والمواهب، وإضافة إلى الحب والاحترام للطفولة يجب على الكبار أن يفهموا بوضوح دورهم في رعاية الإبداع في زمن الطفولة، إن دور البالغين في هذا المجال يتعدى بمراحل المفهوم الضيق للرقابة الخانقة والتحكم العنيد إلى مفهوم أوسع وأرحب يتلخص في توفير البيئة المناسبة التي تعطي الطفل الحب والتشجيع والوقت الكافي، وتوفر له كل الوسائل الإيجابية المعينة على ظهور الفكر الإبداعي المستقل وتطويره. الإبداع: متى يبدأ؟ مدارس علم النفس والسلوك الإنساني تختلف حول سن الإبداع المطلق لهذا المخلوق المعقد التركيب، لكن مدرسة زائعة الصيت، ترى أن سن الإبداع هو سن الثالثة، حيث ينطلق المخلوق الصغير معبرا عن داخله دون قيود أو روادع لا تتفق مع الفطرة والنشأة السليمة.. بعض أطفالنا يملكون إبداعا يفوق إبداع مشاهير الكون وابتكاراتهم، وهذا بالضبط ما تقوله ابنة الثالثة لأختها الأكبر سنا حينما لاحظت أنها نجحت في تقليد لوحة طفولية لفنان كهل. قالت لها: أطلقي مكامن الإبداع فلوحاتك وخربشاتك أجمل ألف مرة من لوحة هذا الرمز وذاك الفنان..! أطلقوا مكامن الإبداع في نفوسكم، فداخل كل منا مبدع مكبوت في قمقم ينتظر من يفجر طاقاته المحجورة منذ كان طفلا أو طفلة في الثالثة من العمر! احترم طفلك.. يتفوق قال صلاح أبو الفضل استشاري الطب النفسي في لندن: الحب والاهتمام والرعاية مسألة مهمة للطفل جدا، والحب هنا بمعنى احترام الطفل ورعايته وتشجيعه، والطفل الذي لا يستطيع عمل شيء.. يجب أن نفهم لماذا لا يستطيع عمل شيء، الطفل الذي يلعب ولا يريد أن يذاكر أو يقرأ لابد أن عنده سببا لذلك، يجب أن نحاول مساعدته لأن الطفل بطبعه يريد أن يتعلم ويكتشف، ولكن يجب أن نعلمه كيف ينفق هذه الطاقة في اتجاه التعلم والاستفادة والنمو والنضج، إذا راقبنا سلوك الطفل سنتعلم نحن من الطفل أشياء كثيرة جدا عن قدراته وإمكاناته والصعوبات التـــي يواجههـــا، وبالتالـــي نستطيــع مساعدته فيــها. ويجب على الأهل ألا ينزعجوا من مشكلات النمو في الأطفال، فحلها هو النمو... فالذعر والانزعاج لا يفيد الطفل كثيرا، بالعكس بل يقلقه هو أيضا ويوقعه تحت ضغط نفسي شديد. عقول ضعيفة: ليست مرضا بالضرورة! يعرف الاختصاصيون النفسيون والاجتماعيون الطفل المتخلف عقليا بأنه أقل قدرة على الفهم وعلى التفكير من الأطفال العاديين، وأقل استعدادا للتعلم، وقدرته على التذكر والتركيز محدودة. وتتضح آثار ذلك في ضعف مستوى أداء الفرد سواء كان هذا الأداء في المدرسة أو في عمل يدوي يحتاج إلى مهارة أو إلى قدرته على التوافق النفسي والاجتماعي، أو في معاملاته مع الآخرين في الأخذ والعطاء. والضعف العقلي يختلف عن المرض العقلي، في أنه ليس مرضا وإنما هو حالة تلازم الفرد منذ طفولته ويكون فيها نموه العقلي أبطأ من نموه الجسماني، أي أن سنه العقلية تكون أقل من سنه الزمنية. والضعف العقلي مشكلة اجتماعية يزداد خطرها كلما تطور المجتمع وازداد تقدمه. ويعد مشكلة تربوية ومهنية، لأن معظم ضعاف العقول إما قابلون للتعليم البسيط وإما للتدريب، ومشكلة صحية ونفسية لأن نسبة كبيرة من ضعاف العقول يصابون بأمراض نفسية وعقلية وعصبية، ولذلك يكون تضافر جهات الشؤون الاجتماعية والتعليم والعمل والصحة وتعاونهم معا أمرا هاما لرعاية تلك الحالات. الذكاء والضعف العقلي يعرف الذكاء بأنه القدرة على القيام بعمل على درجة من الصعوبة والتعقيد، ويحتاج إلى مستوى من التجديد أو الابتكار، ويعتقد بعض العلماء أنه موروث وراثة بيولوجية، وأن ذكاء الفرد يتأثر بدرجة الثقافة وانتشارها في البيئة التي يعيش فيها. ولذلك فإن ذكاء أهل الجبال والصحراء والريف يختلف عن ذكاء أهل المدن لاختلاف الثقافة والبيئة. ولا تختلف الشعوب والأجناس المختلفة من حيث نسب الذكاء الفطري بين أفرادها ولكنها تختلف في البيئة والثقافة، فليس الذكاء ولا العبقرية حكرا أو صفة لأفراد شعب من الشعوب، ولا الغباء وضعف العقل صفة لأفراد شعب آخر، بل إنه ليست هناك فروق بين الملونين والبيض أو الذكور والإناث من حيث توزيع معدلات الذكاء الفطري بين الأفراد في الشعوب المختلفة، وكل ما يقال عكس ذلك يخدم سياسة لا صلة لها بالعلم والعدل! شيوع الضعف العقلي تقدر نسبة ضعاف العقول الذين يتراوح ذكاؤهم من سبعين درجة فأقل بأربعة بالمائة من مجموع السكان. والواقع يشير إلى اكتشاف شيوع النقص العقلي خلال سنوات الدراسة الأولى من عمر الطفل مع اكتشاف حالات محدودة تسبق مرحلة الدراسة. أما درجات ضعاف العقول على أساس معدلات الذكاء والعمر العقلي والزمني فنجد منها ثلاثة أنواع هي: المأفون، الأبله، المعتوه. مع ملاحظة أن كثيرا من الأطفال المتخلفين عقليا يموتون في سن مبكرة .ويقاس النمو العقلي عادة بمقاييس الذكاء لاستخراج معدل ذكاء الفرد الذي هو حصيلة العمر العقلي على العمر الزمني في ١٠٠، يساوي نسبة الذكاء. ويتم ذلك عن طريق عمل اختبارات مختلفة للأطفال تحدد ذكاءهم، في حين أن العمر الزمني هو عمر الطفل من حيث عدد سنوات حياته. وينمو الذكاء عادة حتى سن السابعة عشرة، بعدها يصبح ثابتا، ولكن الفرد يزداد خبرة وإدراكا في أساليب الحياة. أسباب الضعف العقلي إما أن تكون وراثية ويقصد بها قوانين الوراثة المنقولة من الأجداد والآباء، وإما بيئية أو خارجية، وهي التي تؤثر على الفرد من بدء حياته كبويضة مخصبة في أحشاء الأم، أو عندما ينمو الجنين، أو أثناء الحمل وعند الوضع، أو بعد الولادة ،أو بسبب تناول الأم بعض الأدوية دون استشارة الطبيب، أو إصابتها بمرض معد قد يؤثر على الجنين أثناء تعرضها للكشف والعلاج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-bashaer.yoo7.com
 
من أجل طفل مبدع الذكاء وحده لايكفى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تنـمـية الذكاء عند الأطفال
» العاب لتنمية الذكاء لدى الطفل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة البشائر الخاصة ( الدوحة - قطر ) :: عزيزتى الام كلمة فى اذنك-
انتقل الى: